علاقتنا لم تعد لها جذور فقد تآكلتها المواقف تبقى فقط هبَّةُ نسيمٍ خفيفةٌ و تقع مغشيةً على وجهِها من الموت ، شجرتنا التي أهتممنا بها و أسيقناها كثيًرا من ماء مشاعرنا ، سنُكابر نحن الاثنين فيمَن سيرفعها و يعيدها للتربة لتنمو من جديد ، لتحيا و تُسقينا ثمار الدفيء و الحب و كل ما هو لذيذ ، تموت شجرتنا بين أيدينا فهل من مجيب ؟ هل تظنني سأنحني لألطقتها و لأعلن ضغفي و جوعي لثمارها ؟ فلننتظر سويًا من ذا الذي سيجوع أولاً ، هل جُعت الآن يا صديقُ ؟ أذهب من هنا فلتزرع شجرًا جديدُ ، شجرتنا قد ذبلت و أعلنت فراقها لطول مكوثها مغشية عليها تطلب النجدة ، لقد ماتت شجرتنا شهيدةً ، شهيدةً على صدق مائنا العذب الذي استساغته طول نموها بين دفتينا ، شهيدةً على نضج ثمارها الذي كنَّا نُحلّي به سويًا لنتخلص من مرِّ أيامنا ، إذهب من هنا فلا درب سلامة يصحبك ، فقد كنتُ أول المتخليين عن شجرتنا ، ستُصبح درسًا أستخلصِ منه ما عدّت أزرعُ شجرًا من جديدُ ، سأكتفي بعطر ريحانٍ يُشفي جراح أيامِي إلى أن تطيبُ.